بقلم / خالد الترامسي
والله أبكي حرقة وأنا أكتب تلك الكلمات علي ضياع جزء غالي من تراب مصر ، لا تنكسوا علم بلادي من علي أرضي ، إجعلوه رفرافا يرفر عليها ، والله أكاد أصرخ كما تصرخ النساء علي فقد عزيز لهن ، أجد كل شيئ حولي قاتماً ، القلق يساورني ، أستعيد الأن ذكريات إستلام طابا المصرية والتي لا يتصور عقلا ومنطقا إلا أن تكون هكذا مصرية الهوي مصرية الأرض والإقليم مصرية الهوية مصرية النزعة مصرية الوجدان ، وتأخذها مصر من اليهود بطلوع الروح ولولا حكمة وبراعة الرئيس مبارك لنَذَفَ الدم مرة أخري علي هذا الكيلو متر مربع وليس علي مساحة تربو علي أضعاف تلك المساحة ١١٣ ضعفا ، وقتها أجد اليهود يقطعون الثياب ويولولون ويبكون أشد البكاء علي أن سُلِبَ منهم هذا الشريط الحدودي الضيق .
أخشي ما أخشاه أن يأتي اليهود ويثبتون أحقيتنا بأدلة أكاد أستشفها أدمغ من دماغتها عند المخلصين من أبناء هذا البلد العظيم فنحن نعلم مصريتهما والقائمين علي الأمر يعلمون أكثر منا بذلك ، نعلم ما يحاط بهذا الأمر من تكهنات ، قد يكون فيها بعدا للأمن القومي للبلاد ، وقد يري القائمين علي الحكم بالبلاد أن ذلك فيه مصلحة عليا لنا ، قد يكون هناك موائمات أمن قومي ، ولكن هناك طرقا أخري تؤمن حاجياتنا أتحدث هنا عن التاريخ ، أتحدث أن يأتي فيه الوقت ويقال باعت مصر جزءاً من إقليمها ، الحكام زائلون يأتي عليهم الدور فيذهبون ويبقي التاريخ شاهدا علي أحقابنا إما بالحق وإما بالباطل .
منذ متي والمصري له كرامة عند الخليجي ، إنهم يعاملون أم الدنيا بفكر النخاسين ، حين يعمل المصري علي أرضهم يذهب إليهم عبداً رقيقاً بصك عبوديته ، يسيطر عليه سيده ، محددا إقامته ، هكذا يفعلون في مصر ، إنهم شر الأرض من جيراننا من اليهود ، ليتهم أعطونا دون أن يكون هناك ربطا بموضوع الترسيم والإشتغالة والتحوير ، وأتوا بعد عام أو عامين وقالوا لنا أمانة عندكم يا مصريين والله لو كان لهم الحق ساعتها سأكون أن أول واحد يدافع عن حقهم هذا المُدَعي ، ولكنه الخبث واللئم ودهاء أولاد خَيْبَرْ .
في مثل هذه المواقف وحتي نزيل هذا العبث يترك الأمر لأصحاب الأمر الشعب المصري مصدر السلطة وصاحبها الأصيل ، لإبداء رأيه حسبما يترأي له وحسبما يمليه عليه ضميره وحسه الوطني وفقا لأحكام المادة ١٥١ من الدستور المصري في إستفتاء شعبي علي هاتين الجزيرتين .